بعد أن علم البابا أوجين الرابع بتنازل السلطان مراد الثاني عن العرش لصالح ابنه، طلب من المسيحيين نقض اتفاقهم مع العثمانيين.
بناءً على ذلك، جمع المسيحيون جيوشهم لمحاربة الدولة العثمانية، وقاموا بمحاصرة مدينة فارنا البلغارية التي حررها المسلمون.
الدولة العثمانية
عندما بدأت الحملة العسكرية باتجاه الدولة العثمانية، أرسل مسؤولو الدولة العثمانية إلى السلطان مراد الثاني للعودة ومواجهة الصليبيين.
استجاب السلطان مراد الثاني وعاد لقيادة جيشه ضد الحملة الصليبية، حيث انتصر في معركة كبيرة في سهول قوصوه يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول 1448.
خلال المعركة، واجه السلطان الملك المجري لاديسلاس وقتله.
بعد أن تأكد مراد الثانى من استقرار الأوضاع في البلاد، تنازل مجددًا عن العرش لابنه وعاد إلى حياة التفرغ للعبادة.
ومع ذلك، لم يمض وقت طويل حتى اندلعت ثورة من الإنكشارية في أدرنة، مما دفعه للعودة إلى الحكم.
في تلك اللحظة، خشي كبار رجال الدولة على البلاد وعلى السلطان الشاب، فطلبوا من مراد الثاني العودة إلى العرش للحفاظ على استقرار الدولة.
فعاد مراد الثاني وتولى الحكم مرة أخرى حتى وفاته.
يتضح من هذه الأحداث أن قرار مراد الثانى بالاعتزال لم يكن ناتجًا عن رغبة في الترف واللعب كما زعم أعداء الدولة العثمانية، بل كان بسبب دوافع مشروعة.
بالإضافة إلى ذلك، كان مراد الثاني حريصًا على تأمين البلاد، وحرص على دعم ابنه بخبراء مخلصين، وعاد إلى الحكم عندما واجهت الدولة خطرًا داهمًا.